الحكمــة المقموعــة
لقد آن الأوان لكل من له عيون ليرى وآذان ليسمع، لم يعد هناك أي شكّ بحقيقة وجود قوى سياسية عالمية تسيطر على طريقة تفكير الشعوب والتحكّم بالرأي العام البشري بقوّة وفعالية لدرجة جعلت الجماهير الواسعة تصيح، وبكل ثقة، أن "الأسود" هو في الحقيقة "أبيض"، وأن "الحرب" هو في الحقيقة "السلام"، وأن "الجهل" هو "قوّة"، و"الحرّية" هي "العبودية". في هذا القسم من الكتاب، سوف نكشف عن معلومات جديدة، ولو أننا بالفعل نعيش في عالم حرّ وفاضل بحيث يسهل فيه تبادل المعلومات الأصيلة والنزيهة، لاعتُبرت هذه المعلومات ثورية بكل المقاييس، لأنها تكشف الطبيعة الحقيقية لتركيبة الكون. لكن علّمتنا التجربة بأن هكذا اكتشافات ثورية نادراً ما تثير اهتمام العلم المنهجي الرسمي البليد. أصبح لدينا إثباتات علمية جازمة وقاطعة وصريحة على أن الكون بأكمله هو من إنتاج وتصميم عقل عظيم، هذا الكون يتميّز بطبيعة هولوغرافية holographic وخواص هندسية متراكبة fractal (الجزء يشبه الكل) بحيث يتجسّد التشابه (التطابق) بين أصغر جسيم على المستوى الذرّي حتى أكبر جرم على المستوى الكوني.
من أجل استيعاب اكتشافنا الكبير هذا، وجب أن نبدأ من اصغر المستويات. فلازال مُعظمنا واثقاً من أنه يعلم جيداً ما هي طبيعة العالم المادي الملموس من حولنا. مع أن ما نعرفه من معلومات عن "المادة" الصلبة لم يطرأ عليها أي تغيير منذ 100 عام. ونتيجة لوجود كم هائل من الثغرات في النظرة العلمية الرسمية للوجود، فلا زال الفرد ينظر إلى المادة على أنها مؤلفة من جزيئات، وهي بدورها تتألّف من ذرّات، وهي بدورها أيضاً مؤلفة من جسيمات صغيرة تدور حول نواة كما تفعل الكواكب في النظام الشمسي، والمساحة التي تفصلها عن النواة هي مفرغة تماماً.. أو تشكّل 99.999% فراغ. عُرف هذا النموذج للذرّة بـ"نموذج روثيرفورد " Rutherford model في مجال الفيزياء الكمّية. لكن في الحقيقة، وكما قال الدكتور "ميلو ولف" Milo Wolff في كتابه "استكشاف فيزياء الكون المجهول" Exploring the Physics of the Unknown Universe:
".. ليس هناك شيءٌ يُسمى بـ"مدار الإلكترونات"! وإن من وضع فكرة سفر الإلكترونات حول النواة كما الكواكب قد ارتكب خطأً جسيماً! إذا تعلّمت هذه الفكرة من قبل بحيث اقتنعت بها، فتخلّى عنها في الحال. فبدلاً من ذلك، جميع الحسابات وجميع الاختبارات بيّنت بأنه ليس هناك في الذرّة أي حركة مدارية شبيهة بالقمر الصناعي.."
بخلاف الدكتور "وولف"، فإن العالِم العصري العادي قد يقول لك بأن الذرّة هي عبارة عن "موجة/جسيم"، بحيث إذا قمت بقياسها على أنها "جسيم" فسوف تتصرّف على هذا الأساس، وإذا قستها على أنها "موجة" فسوف تتصرّف على هذا الأساس أيضاً. قد يبدو هذا معقول في المعادلة الرياضية، لكن من المستحيل خلق نموذج فيزيائي عملي من هذا كله. عندما تجلس على كرسي مثلاً، فأنت لست مجبوراً على الاقتناع بأنها كرسي كشرط أساسي لمساندتها لك.
إن معظم النماذج العلمية التقليدية مملوءة بالثغرات والتناقضات، ورغم ذلك، فهذه المسألة لا تُناقش في الصحافة العلمية أو أي طريقة علنية وشاملة. وكنتيجة لهذا كلّه، فسوف تنظر حولك الآن وتستنتج مباشرة، بكل ثقة، بأنك تدرك جيّداً ما الذي تراه... خشب، معدن، بلاستيك، زجاج، قماش، أسفنج.. فتقول لنفسك: ".. أنا أعرف هذه الأشياء، أنا أعلم كيف صُنعت، كانت هنا في البارحة، وسوف تبقى هنا غداً... فقط أشياء جامدة ميّتة ثابتة..". لكن السؤال هو هل استنتاجك هذا صحيح؟
في الحقيقة، ليس هناك أي نظرية علمية تقليدية تستطيع حلّ أو تفسير التناقضات التي برزتها فيزياء الكمّ. فالعلم المنهجي التقليدي لا يعلم حتى ما هي حقيقة المادة. قد يدّعي البعض بأنهم يعرفون الجواب، لكن ليس هناك أي نموذج علمي رسمي نجح في حلّ هذا اللغز. والشكر الجزيل للكثير من الأشخاص الجامعيين الذين كتبوا عن هذه المسألة المستعصية محاولين إيجاد حلول مناسبة من خلال إثارتها ومناقشتها على الانترنت، فبفضلهم أصبحنا نعلم مدى العيوب التي تتخلّل النماذج العلمية التقليدية.
إذا أردنا فهم الطبيعة الحقيقية للمادة، وجب علينا معرفة أن الأعضاء المنتمين للمجامع السرّية، كالمحفل الماسوني، يؤدّون قسماً، بالموت تعذيباً، بأنهم سيحفظون ولا يكشفون أبداً سرّ النظام. أحد أكبر الأسرار الماسونية تتعلّق بحقيقة أن الهندسة هي المفتاح الخفي الذي يستطيع كشف ألغاز الكون.. "الهندسة الإلهية".
الحرف G يرمز للكلمة "هندسة" باللغة اللاتينية Geometry. وفوق هذا الحرف نجد فرجار وتحت الحرف هناك زاوية النجّار، الأداتان الرئيسيتان التي
تستخدمان في دراسة وتطبيق "الهندسة المقدّسة". يتعلّم المنتمي الجديد كيف يرسم نقوشاً بحيث يتأمّل فوقها (يتلي الأقسام والصلوات) فيتمكّن بعدها من التواصل مع القوى والطاقات المختلفة (كل طاقة لها علاقة برسم هندسي معيّن).
لهذا السبب، فأي بحث أو دراسة علمية تكشف عن الصلة الوثيقة بين "الهندسة المقدّسة" و"الفيزياء الكمّية" و/أو "الفيزياء الفلكية"، أي بينها وبين الجزء والكلّ، سوف لن تظهر للعلن أبداً! وإن ظهرت، فليس على نطاق واسع، أو بشكل رسمي. لقد وصف "س.ج.فيني" CG Finney في كتاباته منذ بدايات القرن التاسع عشر 1800s كيف تفاخر أعضاء النظام الماسوني بأنهم يسيطرون بالكامل على صحافة العالم المتقدّم وكذلك الجيش والحكومة والنظام القضائي، كل ذلك على المستوى الرفيع جداً. لقد أصبح الناس مؤخراً يدركون مدى التحكّم القائم في كل المجالات الرئيسية في العالم.
وقد نوّرنا البروفيسور "بالمر هول" من خلال كتابه "التعاليم السرّية لكل العصور" عن القليل مما يجري في الخفاء وما كان يجري عبر التاريخ بخصوص قمع المعرفة والحكمة الأصيلة.
فقلة جداً من الناس سمعوا عن أبحاث "ريتشارد هوغلاد" Richard Hoagland ، والتي تكشف مثلاً عن حقيقة أن هرماً رباعي السطوح tetrahedron، عندما نجعله يتداخل بطريقة مناسبة في هيكل أحد الكواكب، سوف نتمكّن حينها من معرفة أكثر المواقع نشاطاً والمفعمة بالطاقة على هذا الكوكب.
هرماً رباعي السطوح يتداخل بطريقة مناسبة في
هيكل أحد الكواكب
وفيالحقيقة، هذا الشكل
الهرمي الرباعي هو أحد مجموعة أشكال هندسية تُعرف بـ"المجسماتالأفلاطونية" Platonic Solids، ولهذهالأشكال
الهندسية تأثير بنيوي وسلوكي للكرة الأرضية. فيما يلي المجموعة الكاملةللمجسمات
الأفلاطونية.
المجسمات الأفلاطونية
منذ أيام أطلنطس وراما ولوميريا وغيرها من
الحضارات المتطورة القديمة، بالإضافة إلى الحضارات التي تلتها مثل سومر ومصر
والمايا وغيرها، كانوا
يعلّمون الإنسان بأن هناك خمسة مجسمات
هندسية ثلاثية الأبعاد: "رباعى السطوح المثلثية" tetrahedron، "المكعّب سداسي
السطوع" hexahedron، "مجسّم ثماني السطوح" octahedron، "مجسم ذو
ألاثني عشر سطحاً" dodecahedron، "مجسم ذو العشرين سطحاً" icosahedron. وقد اعتبروا هذه
المجسمات بأنها أساس كل شيء متجسّد في هذا العالم الصلب والملموس. أُطلق عليها اسم
المجسمات الأفلاطونية بسبب اعتمادنا على المراجع اليونانية في الحصول على هذه
المعرفة الهندسية وكان أفلاطون أوّل من تناولها بكثافة في كتاباته.
لقد سخر المثقفون والأكاديميون العصريون من
هذه الفكرة حتى الثمانينات من القرن الماضي، عندما أثبت البروفيسور "روبرت
موون" Robert Moon، من جامعة شيكاغو، أن "جدول العناصر" والذي يمثّل كل
شيء في العالم المادي الملموس، يستند على هذه الأشكال الهندسية الخمسة. وفي
الحقيقة، فإن هذا أحد الاكتشافات التي وجدت طريقها للعلن، حيث هناك الكثير من
الدراسات الجارية في مجال الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والفلك تظهر بوضوح وجود
دور أساسي لهذه الأشكال الهندسية، كما سنرى لاحقاً.
لقد اكتشف الفيزيائيون بأن الشمس لديها مجال
مغناطيسي ثماني الأقطاب octopolar magnetic field. وهذا المجال يظهر
بالضبط شكل المجسّم ثماني السطوح octahedron، وهو أحد المجسمات الأفلاطونية. هناك أربع نقاط متساوية المسافة
فيما بينها على طول الخط الإستوائي الشمسي، ومعروف عن هذه النقاط بأنها تطلق موجات
كثيفة من الجسيمات المشحونة بالطاقة (كما رشّاش الماء الدوّار المستخدم في
الحدائق). كل أربع مرّات في الشهر، تمرّ الكرة الأرضية عبر موجة من هذه الجسيمات
المشحونة، والتي تكون إما سلبية الشحنة أو موجبة. وإذا وصلت بين هذه النقاط النشطة
على خط الاستواء الشمسي ووصلت بين كل من هذه النقاط والقطب الجنوبي والشمالي
للشمس، سوف يظهر بوضوح شكل المجسّم ثماني السطوح octahedron.
إن أكثرالطرق فعالية لتفسير
وجود هذه النقاط "النشطة" الموزّعة هندسياً هو بواسطة مفهومالذبذبةvibration. لقد
اكتشفت علاقة الذبذبة بالأشكالالهندسية منخلال
أعمال الباحث "أمست تشالديني"
Ernst Chaldni في القرن السابع عشر، حيث
وجد بأن الصفائحالمتذبذبة ستسمح لك
برؤية الموجات الصوتية كصور ثنائية الأبعاد. وقد استخدم "جونوريل
كيلي" هذه الطريقة في القرن التاسع عشر من أجل مراقبة سلوك الموجات الصوتيةالمختلفة
وتفاعلاتها ببعضها البعض. أما في العصر الحديث، فقد ظهر العديد منالباحثين
المرموقين في هذا المجال، مثل الدكتور "هانز جيني"
Hans Jenny والدكتور "بوكمنستر فوللر" Buckminster Fuller اللذان
استعرضا كيف أن المجسمات الهندسيةالأفلاطونية تظهر بشكل
طبيعي عندما تعرّض وعاء كروي الشكل مملوء بالماء للتذبذبالصوتي الصافي. وكلما
ارتفعت وتيرة التردد الصوتي، كلما زاد تعقيد الشكل الهندسي. وإذا
أخفضت الوتيرة، سوف يبرز الشكل الهندسي الأساسي من جديد، وبنفس الطريقة التيكان
عليها في البداية.
توزيع هندسي للجسيمات الكامنة في نقطة ماء
مُعرّضة لذبذبات مختلفة
أنا لا أقول بأن هناك أجساماً هندسية
كريستالية متجسّدة داخل الأجرام السماوية
أو حتى على المستوى الكمّي، بل أقول
بأن هناك نظاماً هندسياً معيّناً تتجسّد من خلاله الطاقة المتذبذبة في الطبيعة.
فكما يحصل في السوائل المعرّضة للتذبذب، حيث أن الخطوط التي تتألف منها الأشكال
الهندسية تسير وفق مناطق بدرجة ضغط منخفضة أكثر من محيطها، وبالتالي يتدفّق الضغط
المرتفع وبشكل طبيعي عبر هذه المناطق بالذات. وهذا ما يحدث في الشمس من خلال
المثال الذي أسلفت ذكره. إن هذه الظاهرة متجسّدة في الكون من خلال السائل الكوني
الخفي المعروف بـ"الأيثر"، وسوف نتعرّف عليه بالتفصيل لاحقاً حيث أن
السيولة هي إحدى خواصه الرئيسية.
No comments:
Post a Comment